للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا اللفظ المستخدم (راعنا) وهذا الحسد في منح النّبوة لعربي: يدلان على أن اليهود ذوو مشاعر حاقدة وبغيضة نحو غيرهم من قديم الزمان، فينبغي الحذر منهم ومن نواياهم العدوانية، وأفعالهم القبيحة، ولا يتوقع منهم خير، لا في فلسطين ولا في غيرها من بلاد العالم، ولا يفهمون بغير لغة القهر والرّعب، والكبت والنّيل منهم بمختلف الوسائل.

نسخ بعض الأحكام الشرعية في حال حياة النّبي

هناك طائفة قليلة من الأحكام الشرعية قررت لزمان معين وظرف محدد، ثم نسخت وأبطلت، مراعاة لمصالح الناس، وانسجاما مع ظروف التطور والتبدل التي تطرأ على المجتمع، وتذكيرا بنعمة الله حيث ينتقل بالتشريع من حكم إلى حكم أفضل، ويتدرج بالناس تبعا للظروف والأحوال، فلم يكن النسخ لجهل المشرّع الحكيم بالحكم الأخير الذي يستقرّ تشريعا دائما إلى يوم القيامة، وإنما يعالج الشّرع الأمور حسبما تقتضي الحكمة ويلائم الأوضاع والحاجات الآنية والمستقبلية، والله وحده هو القادر على كل شيء، فيقرر حكما لفترة زمنية محددة، ثم يقرر حكما آخر لترويض المكلفين وإعدادهم لتحمّل التكليف تدريجا. قال الله تعالى:

[سورة البقرة (٢) : الآيات ١٠٦ الى ١٠٧]

ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٠٧)

«١» «٢» «٣» [البقرة: ٢/ ١٠٦- ١٠٧] .

ثم ردّ الله على اليهود الذين ينكرون وجود النسخ في الشريعة فقال:


(١) ما نرفع من حكم آية.
(٢) نمحها من القلوب.
(٣) مالك أو متولّ لأموركم.

<<  <  ج: ص:  >  >>