تتنوع ألوان النعيم للمؤمنين الصالحين في الجنان، كما تتنوع ألوان العذاب في جهنم للظالمين المشركين والجاحدين، والتفاوت قائم في كلا الحالين، وبدهي أن النفس ترتاح للنعيم، وتتضايق للعذاب، وقد جاء الوصف القرآني لتعذيب الكفار بما لا يوصف ولا يحتمل، ولكن رحمة الله تعالى قدّمت الإنذار به قبل وقوعه، للاحتراز منه، وتجنب كل الأسباب المؤدية إليه، فلا يبقى بعدئذ عذر لمقصر أو معاند أو جاحد، لأن سبق الإنذار يوجب التعقل، وتقدير الحساب والمخاطر، وهذا ما وصفته الآيات القرآنية الآتية:
هذه تساؤلات تقريرية لقريش والكفار، ليست للاستفهام، يراد بها إعلامهم بأن هذا المذكور من أوصاف نعيم الجنة وطيباتها في القرآن خير ضيافة وعطاء، أم شجرة الزقوم ذات الطعم المرّ الشنيع التي في جهنم، وهذا نوع من التهكم والسخرية بهم، فهو طعام أهل النار يتزقمونه. إنا جعلنا تلك الشجرة اختبارا للكافرين، حين افتتنوا بها وكذبوا بوجودها، فقالوا: كيف تكون تلك الشجرة في النار، والنار تحرق ما فيها؟.
(١) يستحثهم البرد للذهاب إلى النار، وهذا الفعل ملازم للبناء للمجهول.