للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غريب، وإما تصاحب القيامة نفسها كنفخ الصور، ومجيء القيامة مختص علمه بالله تعالى، ومرتبط بالحكمة الإلهية، التي تتطابق مع ما آل إليه أمر الناس من شر وسوء، وتقصير وخمول، وفوضى وجهالة، ويأس عام وبعد من الاستقامة. قال الله تعالى مبينا بعض علامات القيامة التي هي بمثابة الإنذارات:

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٨٢ الى ٨٦]

وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (٨٢) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (٨٣) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٥) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٨٦)

«١» «٢» «٣» [النّمل: ٢٧/ ٨٢- ٨٦] .

في آخر الزمان عند فساد الناس، وتخلّيهم نهائيّا عن أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق، وتنجيز وعد عذابهم الذي حتّمه الله عليهم وقضاه فيهم، وذلك قبيل قيام الساعة، في ذلك الوقت يخرج الله دابّة من الأرض إما من جبل الصّفا بمكة، وإما من مسجد الكوفة من حيث فار تنّور نوح عليه السلام، وتلك الدابّة سميت الجسّاسة في بعض الأخبار أو الآثار المروية في كتب السّنة الصّحاح، ولكن لم يرد وصف معين لهذه الدابّة، فيكون الله أعلم بها، وتنطق هذه الدابّة بلسان فصيح: إن الناس كانوا لا يوقنون بآيات الله تعالى. روي أن هذه الدابّة مبثوث نوعها في الأرض، فهي تخرج في كل بلد وفي كل قوم.

واذكر أيها النّبي:- وهذا تذكير بيوم القيامة- أننا نحشر، أي نجمع يوم القيامة جماعة من رؤساء كل أمة، من الظالمين المكذبين بآياتنا، فهم يوزعون، أي يحبس أولهم على آخرهم، أو يكفّون في السوق.


(١) اقتربت الساعة.
(٢) جماعة.
(٣) فيها معنى المنع، أي يمنع أولهم ويوقف حتى يتلاحقوا ويجتمعوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>