صان الله تعالى بيت النبوة الطاهر صيانة أدبية عالية، وتعهد أمهات المؤمنين بالتربية العالية القائمة على العفة والكرامة، وجعلهن المثل الطيب الذي يحتذي لنساء المؤمنين والمؤمنات على ممر الزمان، واقتضى هذا إعدادهن لمنازل الآخرة العالية، ومضاعفة ثواب أعمالهن، وزيادة عقوبتهن، فالأجر مرتان، والعقاب ضعفان.
وهذا دليل على كون القرآن الكريم كلام الله تعالى، حيث لا مجال فيه لتمييز بيت النبوة بمزايا معينة أو بخصوصيات محددة، وإنما كان التشديد عليهن هو الصفة الغالبة، ويقابله زيادة الحسنات بفعل الصالحات، قال الله تعالى مبينا هذه الأحكام الخاصة:
أمر الله تعالى رسوله بتخيير نسائه بين التمتع بزهرة الحياة الدنيا وزخافها وزينتها وهي المال والبنون، ومتاعها، وبين الآخرة ونعيمها، فإن آثرن الدنيا وأحببنها، فارقهن وأعطاهن متعة الطلاق المستحقة: وهو مال يهدى للمطلقة تطييبا لخاطرها، وطلقهن طلاقا لا ضرر فيه ولا بدعة.
قال أبو الزبير: نزل ذلك بسبب أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سأله أزواجه النفقة، وطالبنه منها فوق وسعه.