٦- وأذكركم بأن تكذيب الرسل موروث لديكم من الأسلاف، فلقد بعث الله لآبائكم يوسف بن يعقوب بالمعجزات الباهرات الدالة على صدقه، فكذبتموه وكذبتم بمن جاء بعده من الرسل، وما زلتم في شك مما أتاكم به، حتى إذا مات أنكرتم بعثة رسول من بعده، فكفرتم به في حياته وبعد موته، ومثل هذا الضلال وسوء الحال، يضل الله كل إنسان لإسرافه في المعاصي وتجاوزه الحدود، وارتيابه في دين الله. وهؤلاء المرتابون الذي يجادلون في آيات الله الكونية والدينية ليبطلوها، بغير حجة واضحة، كبر أو عظم ذلك الجدل بغضا عند الله وعند المؤمنين، لأنه جدال بالباطل، لا أساس له، أما مقت الله: فهو العذاب والغضب، وأما مقت المؤمنين: فهو هجر الكفار وترك التعامل معهم.
وكما طبع الله على قلوب هؤلاء المجادلين بالباطل المسرفين، فكذلك يطبع أو يختم على جميع قلوب المتكبرين الجبارين.
[تحديات فرعون وإصرار الرجل المؤمن في الدفاع عن موسى]
احتدم الجدال بين فرعون والرجل المؤمن من قومه وأتباعه حول شأن موسى عليه السّلام، فلجأ فرعون إلى التحدي الحسي، وإقامة برج شاهق في السماء للاطلاع على إله موسى، مقرا به أولا، ثم مكذبا به ثانيا، وصمم الرجل المؤمن على موقفه المدافع عن موسى عليه السّلام، ونصح قومه ودعاهم إلى الإيمان بالله وحذّرهم من الاغترار بالدنيا، وحثهم على العمل للآخرة لدوامها، وقارن بين دعوته لهم إلى الإيمان بالله تعالى طريق النجاة، وبين دعوتهم إياه لعبادة الأصنام طريق الهلاك والعذاب، وهذا في الآيات الآتية: