للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن عمل الخير من الكافر يفيده في الدنيا، كالتصدق على الفقراء، وصلة الأرحام، وترك الفواحش والمنكرات، واستقامة السيرة والسلوك، فبسبب هذه الأعمال الخيرة، يدفع الله عن الكافر الشرور والمصائب، ويقيه من عظائم الأحداث، ومهاوي الشر والضرر.

[اتخاذ السامري العجل]

في كل قوم أناس ضالون ومهدّمون للعقائد والقيم والأخلاق، ومن هؤلاء موسى السامري الذي اتخذ عجلا من حلي النساء تقليدا للمصريين في عهد فرعون الذين كانوا يعبدون الأصنام والأوثان من شمس وغيرها، ثم اتخذه الإسرائيليون إلها في غيبة موسى لمناجاة ربه، وعبدوه من دون الله. قال الله تعالى واصفا هذه القصة:

[سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٤٨ الى ١٤٩]

وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (١٤٨) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (١٤٩)

«١» «٢» «٣» [الأعراف: ٧/ ١٤٨- ١٤٩] .

يمر بعض الناس في فترة ضعف، ويعودون أحيانا إلى العقلية البدائية إما جهلا وغباء، وإما عنادا وتكبرا وسوء نية، وإما تأثرا بالبيئة والأعراف السائدة، وقد وقع بنو إسرائيل في هذه الحالة، فطلبوا مرة من موسى أن يجعل لهم إلها من الأصنام، كما للكنعانيين آلهة من الأوثان، فزجرهم موسى وأبان لهم أنهم جهال في هذا المطلب.

واستغل موسى السامري فرصة غياب موسى عليه السلام لمناجاة ربه، فصنع


(١) مجسّدا من ذهب.
(٢) صوت كصوت البقر.
(٣) ندموا ندما شديدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>