ربنا هب لنا صبرا فسيحا واسعا، وثبّتنا على دينك وشرعك، واغمرنا بالصبر حتى يفيض علينا كما يغمر الماء الأشياء، وأمتنا مسلمين خاضعين لأوامرك، منقادين خاضعين لعظمتك، ثابتين على الدين الحق: دين الإسلام متابعين لنبيك موسى عليه السلام.
والظاهر أن فرعون نفّذ تهديده ووعيده فعلا، لقوله تعالى في بداية القصة:
فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ قال ابن ابن عباس رضي الله عنهما: فرعون أول من صلب وقطع من خلاف. وقال ابن عباس وغيره في السحرة: أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء، وأما التوعد فلجميعهم. وقال السحرة لفرعون في آية أخرى:
وإذا كان الإيمان بالدين الحق والصبر على الشدائد من خلق الله تعالى، كما يقول أهل السنة، فإن اتجاه إرادة الإنسان للأخذ بهما، والاستعانة بالله للثبات على الإسلام، دليل على استحقاق العبد الثواب على ما اتجهت إليه إرادته، إذ لو كان الإيمان مجرد منحة من الله، لما كان هناك داع لإثابة المؤمن، وتعذيب الكافر.
وإيمان السحرة وإعلان إسلامهم بجرأة وصراحة وسرعة يدل على أن الإنسان إذا تجرد عن هواه، وأذعن للعقل والفكر السليم، بادر إلى الإيمان عند ظهور الأدلة عليه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما آمنت السحرة، اتبع موسى ست مائة ألف من بني إسرائيل. وقال مقاتل: مكث موسى بمصر بعد إيمان السحرة عاما أو نحوه يريهم الآيات.