٣- وكان حنيفا، أي مائلا عن الشرك والباطل، وداعيا للتوحيد ومؤمنا به.
٤- ولم يكن من المشركين، بل كان من الموحدين في الصغر والكبر.
٥- وكان شاكرا لأنعم الله عليه، أي جميع نعم الله عليه، قليلها وكثيرها.
٦- اجتباه ربه، أي اختاره واصطفاه للنبوة.
٧- وهداه الله إلى صراط مستقيم، أي وفقه في الدعوة إلى الله إلى طريق قويم.
٨- وآتاه الله في الدنيا حسنة، أي حببّه إلى جميع الخلق، فكل أهل الأديان يقرون به، ويعظمونه، سواء المسلمون واليهود والنصارى. فالحسنة: لسان الصدق وإمامته بجميع الخلق.
٩- وإنه في الآخرة في زمرة الصالحين، تحقيقا لدعائه: رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣) .
وبعد تعداد هذه الصفات التسع لإبراهيم الخليل، عليه السلام، أمر الله نبيه محمدا صلّى الله عليه وسلّم باتباعه، لكماله وصحة توحيده وطريقته، وبعده عن الشرك، وكونه لم يكن من المشركين، واتباع ملة إبراهيم إنما هو في أصول الدعوة، أي الدعوة إلى توحيد الله، وفضائل الأخلاق والأعمال، والوحي إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم باتباع ملة إبراهيم: من جملة الحسنة التي آتاها الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
ومن حسنات إبراهيم: تعظيمه يوم الجمعة واختياره للعبادة، كما اختاره نبينا عليه الصلاة والسلام، لأنه اليوم السادس الذي أكمل الله فيه الخليقة، وتمت فيه النعمة على العباد.
أما تعظيم اليهود السبت واختيارهم إياه فلأنه اليوم الذي لم يخلق فيه الرب شيئا