ويظل الملك، أي السلطان والتصرف لله الواحد القهار، يوم القيامة يوم الجزاء والثواب والعقاب، حيث لا ملك فيه لأحد، يقضي الله بين الناس بالحق، وهو الحكم العدل جل شأنه، كما قال الله تعالى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)[الفاتحة:
وتصدر أحكام الله قاطعة يوم القيامة، في حق الفريقين من الناس:
- فالذين آمنت قلوبهم، وصدقوا بالله ورسوله والقرآن، وعملوا صالح الأعمال من تنفيذ الأوامر، واجتناب النواهي، هم في جنات النعيم المقيم، الذي لا يزول ولا يتغير، وهذه هي حالهم القائمة، المبنية على حالهم في الدنيا من الإيمان الصحيح والعمل الصالح.
- والذين كفرت قلوبهم بالحق وجحدته، وكذبوا بالقرآن وبالرسول، وخالفوا الرسل، واستكبروا عن اتباعهم، فلهم عند ربهم عذاب مذلّ مخز، مقابل استكبارهم عن اتباعهم الحق، وإعراضهم عن القرآن المجيد، كما جاء في آية أخرى:
وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (٦٠)[غافر: ٤٠/ ٦٠] . أي صاغرين ذليلين، وهذه الحال أيضا: متفرعة عن حال هؤلاء في الدنيا من الكفر الصريح، والضلال، والانحراف عن هدي الله وشرائعه وأحكامه.
لا يملك الإنسان أمام هذه اللون من المقارنة بين مصير المؤمنين الصادقين، والجاحدين المتمردين، إلا أن ينصاع لصفّ الفريق الأول- فريق أهل الإيمان، وتمتلئ نفسه رهبة وخشية وخوفا، من سوء الفريق الثاني- فريق الكفر والضلال، وتزداد الرهبة حين يسمع ويرى عظمة القاضي الأوحد، والإله الأعدل، حيث يظهر إفلاس