يورد الله تعالى في هذه الآيات طائفة من البراهين والأدلة على قدرته الفائقة، وعلمه الشامل، ومن اتصف بهذه القدرة العظيمة، كان قادرا على نصر أوليائه، ومنها ما لا يدّعى لغير الله تعالى، وهذه الأدلة:
١- تقصير الليل وزيادة النهار وعكسها، وعبر عن ذلك بكلمة إيلاج الليل في النهار، وإيلاج النهار في الليل، تشبيها وتجوزا، وذلك بسبب أن الله سميع لكل قول وهمسة، بصير بكل فعل وحال، لا يخفى عليه شيء مطلقا، وأن الله هو الحق، أي الموجود الثابت الواجب الوجود لذاته، من غير مثيل ولا شريك، أي أنه مصدر الوجود، وأنه المعبود بحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ولأن الله هو المتعالي على كل شيء، بقدرته وعظمته، الكبير عن أن يكون له شريك، فهو العظيم الذي لا أعظم منه، العلي الذي لا شيء أعلى منه شأنا، الكبير الذي لا أكبر منه. فكيف يصح لعبدة الأصنام والأشخاص عبادة من لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا؟! ٢- إنزال المطر من السماء فتصير به الأرض ذات خضرة بالنباتات والأزهار ذات الألوان البديعة، والأشكال الرائعة، بعد يبسها وجمودها، إن الله رحيم لطيف بعباده، يدبّر لهم أمر المعاش والمعاد، خبير بمصالح خلقه ومنافعهم وأحوالهم، لا تخفى عليه خافية.
٣- ملك السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، فجميع ما في السموات وما