هذه مهمات أو وظائف سبع للنّبي صلّى الله عليه وسلم، ذكرت الآية الأولى منها ثلاثا: وهي الشهادة على أمته وغيرهم بالتبليغ إليهم، والتبشير، والإنذار، فيا أيها النّبي المنزل إليك الوحي، إنا كلفناك وأرسلناك شاهدا على أمّتك بالتبليغ إليهم، وعلى سائر الأمم في تبليغ أنبيائهم، ونحو ذلك، وتبشر المؤمنين برحمة الله وبالجنة، وتنذر العصاة والمكذبين من النار وعذاب الخلد. قال ابن عباس رضي الله عنهما فيما
رواه ابن أبي حاتم وغيره: لما نزلت هذه الآية، دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّا ومعاذا رضي الله عنهما، فبعثهما إلى اليمن، وقال:«اذهبا فبشّرا ولا تّنفّرا، ويسّرا ولا تعسّرا، فإني قد أنزل علي، وقرأ الآية» .
والآية الثانية ذكرت وظيفتين للنّبي صلّى الله عليه وسلم، وهما الدعوة إلى الله، وجعلك سراج النور المنقذ من ظلمة الكفر، فيا أيها النّبي إنا جعلناك داعية الناس إلى الله بأمره في تبليغ التوحيد والأخذ به، ومكافحة الكفر. وجعلناك أيضا ذا سراج تضمّنه شرعك لما فيه من النور، لتخرج الناس من ظلمة الكفر إلى نور الحق والتوحيد والإيمان.
فقوله: وَسِراجاً مُنِيراً استعارة للنور الذي يتضمنه شرعه، فكأن المهتدين به والمؤمنين يخرجون بنوره من ظلمة الجهالة والكفر إلى الإيمان الحق. ووصف السّراج بالإنارة، لتميّزه وإضاءته، لأن بعض السّرج لا يضيء لضعفه.
ومفاد المهمة السادسة في الآية الثالثة: تبشير المؤمنين المصدّقين برسالتك بأن لهم فضلا كبيرا على سائر الأمم، وأجرا عظيما.
أخرج ابن جرير الطبري في سبب نزول هذه الآية عن عكرمة والحسن البصري قالا: لما نزل: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ [الفتح: ٤٨/ ٢] . قال رجال من