المعنى: من كان يريد بأعماله وكسبه ثواب الآخرة، نقويه ونغنيه، ونجزيه أحسن الجزاء، ومن كان يريد الحصول على شؤون الدنيا وطيباتها، وإهمال شؤون الآخرة، نعطه ما قضت به مشيئتنا، وليس له في الآخرة حظ. والمؤمن الصادق الواعي من يعمل للدنيا والآخرة، كما قال ابن عمر رضي الله عنهما:«احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا» . وقوله تعالى: نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وعد منجز.
بل إن المشركين لهم أعوان من الشياطين، شرعوا لهم ما لم يشرعه الله، مثل تحريم بعض السوائم وتخصيصها للأصنام، كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام، وتحليل أكل الميتة والدم والقمار ونحو ذلك من الضلالات.
ولولا القضاء الإلهي السابق بتأخير العذاب في هذه الأمة إلى يوم القيامة، لقضي بين المؤمنين والمشركين، وعجلت عقوبة المشركين، ولكن للظالمين المشركين العذاب المؤلم الشديد في الآخرة، كما قال الله تعالى: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (٤٦)[القمر: ٥٤/ ٤٦] . فقوله تعالى: وَإِنَّ الظَّالِمِينَ استئناف كلام.
ثم ذكر الله تعالى وصف هذا الجزاء الأخروي، وهو أنك ترى بالعين المجردة