رابعا: الأمر بتقطيع وتشقيق آذان الأنعام (المواشي) للآلهة الأصنام كالبحيرة التي يتركون الحمل عليها بوسمها بعلامة معينة، والناقة السائبة التي يسيبونها للأصنام إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث، والوصيلة التي ولدت جديا وعناقا، فلا يذبحون أخاها من أجلها وصلتها.
خامسا: أمر الناس بتغيير خلق الله وفطرته التي فطر الناس عليها: وهي الاهتداء إلى الحق والدين الصحيح، والتغيير يكون بإخصاء البهائم والوشم في الوجه ونحوهما مما فيه تشوية الفطرة وتغييرها عما فطرت عليه.
ثم أوضح الله تعالى أن وعود الشيطان وأمانيه المعسولة كلها خيالات وأوهام وأباطيل، فهو يعدهم بالمال والجاه وأن لا بعث ولا عقاب ونحو ذلك، لكل أحد ما يليق بحاله، وما تلك الأماني الواسعة الكاذبة إلا تغرير وباطل لا حقيقة له ولا استقرار ولا وجود.
وبعد أن حذر القرآن من ألوان وساوس الشيطان وتفنيد مهامه ومخططاته، رغّب المؤمنين بالإيمان الصادق الخالص، وحرّضهم على العمل الصالح: وهو فعل ما أمر الله به من الأعمال الطيبة والأمور الخيرية، وترك ما نهى عنه من المنكرات. ووعد هؤلاء المؤمنين العاملين بجنان الخلد إلى الأبد التي تجري الأنهار من تحت غرفها