للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآيات البيّنات، وكان أكثرهم عصاة، عصوا أوامر الله والرّسل، فسلّط الله عليهم الفرس، ثم الرّومان، فدمّروا ملكهم وسلبوا استقلالهم. والله مطّلع على أحوالهم، عليم بمكائدهم ومكرهم برسلهم وبالرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وكان أقلّهم مؤمنين صالحين.

والخبر الثالث- يقسم الله تعالى أيضا أنه كفر الذين ألّهوا المسيح، وضلّوا ضلالا شديدا خارجا عن حدود العقل والدين، مع أن المسيح حذّرهم عاقبة الشّرك والوثنية، وأعلمهم بأن من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار، وليس للظالمين أنفسهم من نصير ينصرهم ولا شفيع يشفع لهم وينقذهم.

والخبر الرابع- قسم آخر مؤكد من الله تعالى كالذي قبله بأنه كفر الذين قالوا بالتّثليث، وأنه لا يوجد في هذا الكون والعالم إلا إله واحد، فرد صمد، وهو خبر صادق بالحق، وذلك الإله هو الله تعالى، وإن لم ينتهوا عما يزعمون، ليتعرضنّ لعذاب شديد مؤلم في الآخرة.

وفي أعقاب هذه الأخبار اقتضت رحمة الله وألطافه بعباده أن يحضّهم على الإيمان الصحيح، ويدعوهم إلى التّوبة والاستغفار مما وقعوا فيه من الكفر والعصيان، فالله غفور للتّائبين، رحيم بهم، ستّار للذنوب.

والخبر الخامس- عن حقيقة المسيح وأنه رسول بشر كالرّسل المتقدّمة قبله، وأن أمّه مريم صدّيقة، أي مؤمنة بحقيقة عيسى، ومصدّقة له، ومعترفة برسالته على الوجه الصحيح، ولها مرتبة تلي مرتبة الأنبياء والمرسلين. وهي وابنها مجرد بشرين كانا يشربان ويأكلان الطعام، للحفاظ على معيشتهما وحياتهما.

ثم أمر الله تعالى نبيّه محمدا صلّى الله عليه وسلّم وأمته من بعده بالنظر في ضلال هؤلاء القوم، وبعدهم عن سنن الحق، وأن الآيات والدلائل الواضحة تبيّن لهم، وتوضّح في غاية

<<  <  ج: ص:  >  >>