يتأثر ولم يختلط بشيء من عند بشر. هذا القرآن المعجز دستور شريعة الإسلام ونبيه الكريم في كل شيء من العقيدة والعبادة والسياسة والاجتماع والاقتصاد والأخلاق والأعمال. واتباع نبي الإسلام: باعتقاد نبوته والعمل برسالته. فهو رسول مرسل من الله إلى الخلق لتبليغ التكاليف الإلهية، وهو نبي رفيع القدر عند الله تعالى، والرسول أخص من النبي، وهو أمي لم يقرأ ولم يكتب.
٢- الصفة الثانية لرسولنا: أن الأمم السابقة يجدون اسمه وصفته مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فبادر إلى الإيمان به بعض أحبارهم وعلمائهم، مثل عبد الله بن سلام من اليهود، وتميم الداري من النصارى، أما المستكبرون منهم عن الإيمان فكانوا يكتمون البشارات به في كتبهم ويؤولونها بأهوائهم.
٣، ٤- ومن صفات رسولنا: أنه يأمر بالمعروف: وهو كل ما تعرفه العقول الرشيدة وتألفه الطباع السليمة، وورد به الشرع الإلهي، وينهى الأمة عن المنكر:
وهو ما تنكره النفوس الصافية ذات السمو العقلي والروحي، فهو عليه الصلاة والسلام لا يأمر إلا بالخير، ولا ينهى إلا عن الشر.
٥، ٦- ومن خصائص رسولنا المجتبى: أنه يحل للناس الطيبات: وهي كل ما تستطيبه الأنفس من الأطعمة والأشربة، ويحرم عليهم الخبائث: وهي كل ما تستخبثه النفوس الكريمة السليمة، كالميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير، وما يؤخذ من الأموال بغير حق كالربا والرشوة والغصب والخيانة، وكل ذلك ضار بمصلحة الإنسان أو بمصلحة المجتمع.
٧- ومن خواص رسالة رسولنا: أنه يضع عنا الإصر والأغلال، أي يرفع عنا التكاليف الشاقة كالقصاص من غير تمكين من العفو أو دفع الدية، وقتل النفس عند التوبة، أي بالتقاتل وإهدار الدماء، وقرض موضع النجاسة من الجلد والثوب،