"قال النسائي -لمَّا خرَّج حديثه عن رجل عن حذيفة في صلاة الليل-: هذا الرجل يشبه أن يكون صلة (بياض)؛ وطلحة ثقة".
قلت: وبانكشاف هوية الرجل العبسي، وتبيُّن أنه صلة للثقة؛ يستقيم الإسناد، ويصح الحديث. والحمد لله. وقال المنذري في "مختصره"(١/ ٤١٩):
"وأخرجه الترمذي والنسائي. وقال الترمذي: أبو حمزة: اسمه طلحة بن يزيد. وقال النسائي: أبو حمزة -عندنا-: طلحة بن يزيد، وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة. هذا آخر كلامه. وطلحة بن يزيد ... احتج به البخاري في "صحيحه". وصلة بن زفر .. احتج به البخاري ومسلم".
وتابعه العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن طلحة بن يزيد الأنصاري عن حذيقة ... نحوه، لم يذكر بينهما العبسي.
أخرجه النسائي (١/ ٢٤٦)، وابن نصر في "قيام الليل"(٧٥ و ٨٩ - ٩٠)، والحاكم (١/ ٣٢١)، وأحمد (٥/ ٤٠٠). وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي! وأعله النسائي بالانقطاع، فقال:
"هذا الحديث عندي مرسل، وطلحة بن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئًا. وغير العلاء بن المسيب قال في هذا الحديث: عن طلحة عن رجل عن حذيفة".
قلت: وهذا هو الصواب؛ فإن العلاء -مع ثقته- ربما وهم، وقد خالفه شعبة، وهو أوثق منه، فذكر بينهما الرجل، لكنه ثقة، كما سبق؛ فالحديث صحيح على كل حال.
وله طريق أخرى: يرويه عبد الملك بن عمير عن ابن عمٍّ -وقال مرة: ابن أخٍ-