للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إنهما قضيتان؛ لأنهما حديثان صحيحان، فيجب العمل بهما إذا أمكن، وقد أمكن بحملهما على قضيتين".

وأما حمل قوله في حديث أبي بكرة ومن معه: (كبّر) على: (أراد أن يكبِّر)!

فهو مع أنه خلاف الظاهر؛ فإنه باطل بالنظر إلى مجموع الروايات؛ فقد اتفقت جميعًا -خلافًا لحديث أبي سلمة- على أنه عليه الصلاة والسلام لم يتكلم حين انصرف من الصلاة، بل إنما أشار إليهم بيده، ولو أنه كان قبل الدخول فيها؛ لكلمهم عليه الصلاة والسلام، كما فعل في القصة الأخرى في رواية أبي سلمة، ولما أخر قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إنما أنا بشر، وإني كنت جنبًا"؛ لأنه ليس في التأخير فائدة؛ بل هي في الإسراع بالبيان؛ ولكن منعه من ذلك أنه في الصلاة، ولذلك عاد فأتمها دون أن يكلمهم.

وأيضًا؛ فإن في حديث أنس: دخل في صلاته، فكبّر وكبّرنا معه ...

وأصرح منه حديث علي:

بينما نحن مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ نصلي؛ إذ انصرف ...

فهذا كله يدفع ذلك التأويل ويبطله.

٩٥ - باب في الرجل يجد البِلَّةَ في منامه

٢٣٥ - عن عائشة قالت:

سُئِلَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عن الرجل يجد البَلَلَ ولا يذكر احتلامًا؟ قال:

"يغتسل".

وعن الرجل يرى أنْ قَدِ احتلم ولا يجد البلل؟ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>