٥١١ - عن أبي عمَيْرِ بن أنس عن عُمُومةٍ له من الأنصار قال:
اهتم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ للصلاة؛ كيف يجمع الناس لها؟ ! فقيل له: انصبْ راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضًا، فلم يُعْجِبْهُ ذلك. قال: فذُكر له القُنْعُ؛ يعني: الشَّبُّور -وفي رواية: شَبُّور اليهود-، فلم يعجبه ذلك، وقال:
"هو من أمر اليهود".
قال: فذكر له الناقوس؟ فقال:
"هو من أمر النصارى".
فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه -وهو مهتمٌّ لِهَمِّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، فأريَ الأذانَ في منامِهِ، قال: فغدا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فقال: يا رسول الله! إني لَبَيْنَ نائم ويقظان؛ إذ أتاني آتٍ فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب قد رأى قبل ذلك، فكتمه عشرين يومًا، قال: ثم أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فقال له:
"ما منعك أن تخبرني؟ ".
فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"يا بلال! قم؛ فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله".