وأما إعلال المنذري إياه بأن إسماعيل بن عياش قد تَكَلَّمَ فيه غير واحد! فليس بشيء؛ لأن الذي يتحرر من كلام الأئمة فيه -كالإمام أحمد والبخاري وغيرهما- أنه صحيح الحديث في روايته عن الشاميين، وهذا منها كما تراه.
والحديث أخرجه البيهقي (٧/ ٤١٤) من طريق المؤلف.
وأخرجه ابن أبي حاتم -يعني: في "التفسير"- فقال: حدثنا أبي: حدثنا أبو اليمان: حدثنا إسماعيل -يعني: ابن عياش ... به. ذكره ابن كثير، وقال:
"حديث غريب من هذا الوجه".
قلت: ولكنه حسن الإسناد كما ذكرنا، والغرابة قد تجامع الحسن؛ بل الصحة، ولذلك ترى الترمذي كثيرًا ما يقول:
"حديث حسن صحيح غريب"، أو:"حسن غريب".
ولكن أليس من الغريب حقًّا: أن يخفى على الحافظ ابن كثير ورود هذا الحديث في "سنن أبي داود"؛ فلا يَعْزُوَهُ إليه، فيُبْعِدَ النُّجْعَةَ؛ فيعزوه لابن أبي حاتم؟ !
٣٧ - باب في نسخ ما استثني به من عِدَّةِ المطلقات
١٩٧٤ - عن ابن عباس قال:
(والمطلَّقات يتربَّصْنَ بأنفسهن ثلاثة قُرُوء)، وقال:(واللائي يَئِسْنَ من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعِدَّتهن ثلاثة أشهر)، فنسخ من ذلك، وقال:(وإن طلقتموهن من قبل أن تمسُّوهن فما لكم عليهن مِنْ عِدَّةٍ تعتدُّونها).