ومجادلتهم إياه إنما كان بعد قدومه المدينة. وأما بمكة؛ فإنما كان جداله مع المشركين عُبَّاد الأصنام".
قلت: وهذا حق، ولكن خفي عليه أن الطرق الأخرى سالمة من هذه العلة، فلا يصح إعلال الحديث من أصله بها، وإنما ينكر منه ما ثبت خطأ راويه فيه! والله الموفق.
١٤ - باب ما جاء في أكل مُعَاقَرَةِ الأعراب
٢٥١١ - عن ابن عباس قال:
نهى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن مُعَاقَرَةِ الأعراب.
(قلت: إسناده حسن صحيح على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا حَمَّاد بن مَسْعَدَةَ عن عوف عن أبي رَيْحانة عن ابن عباس.
قال أبو داود: "اسم أبي ريحانة: عبد الله بن مَطَرٍ. وغُنْدَرٌ أوقفه على ابن عباس".
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات كلهم رجال مسلم؛ على ضعف في أبي ريحانة، وقد قال الذهبي في "الميزان".
"صويلح الحال".
ورواية غندر - واسمه: محمد بن جعفر المدني البصري - التي علقها المؤلف؛ فلم أقف الآن على من وصلها عنه؛ لينظر أهو من هذا الوجه أم من غيره! والظاهر أنه الأول؛ لأنه كان معروفًا بالرواية عن عوف - وهو ابن أبي جَمِيلَةَ الأعرابي -،