غزوت مع سعيد بن العاص، قال: فسأل الناس: من شهد منكم صلاة الخوف مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ ... الحديث.
ورجاله ثقات معروفون؛ غير مخمل بن دماث، لم يوثقه أحد غير ابن حبان.
وله طريق ثالثة؛ يرويه أبو إسحاق عن سُلَيْمِ بن عبد السَّلولي قال:
كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان ... الحديث نحوه؛ إلا أنه قال:
فقال حذيفة: أنا؛ فَأْمُرْ أصحابك يقومون طائفتين؛ طائفة خلفك، وطائفة بإزاء العدو؛ فتكبِّر ويكبِّرون جميعًا، ثم تركع فيركعون جميعًا، ثم ترفع فيرفعون جميعًا، ثم تسجد ويسجد معك الطائفة التي تليك، والطائفةُ التي بإزاء العدو قيامٌ بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود يسجدون، ثم يتأخر هؤلاء، ويتأخر الآخرون، فقاموا في مصافِّهم، فتركع فيركعون جميعًا، ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تليك، والطائفةُ الأخرى قائمةٌ بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود سجدوا، ثم سلَّمت وسلم بعضهم على بعض، وتأمر أصحابك إن هاجهم هَيْجٌ من العدو؛ فقد حل لهم القتال والكلام.
أخرجه أحمد (٥/ ٤٠٤ و ٤٠٦).
قلت: وهذا سند ضعيف؛ سُلَيْمُ بن عبد لم يرو عنه غير أبي إسحاق؛ وإن وثقه ابن حبان والعجلي.
وأبو إسحاق -وهو السبيعي- كان اختلط.
وفيه مخالفة ظاهرة للطريقين الأوليين؛ فإن فيه قضاءَ كلٍّ من الطائفتين الركعتين مع الإمام لا ركعة واحدة؛ فلا يجوز حملهما عليه كما فعل البيهقي؛ لما عرفت من ضعف إسناده.