كنت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في سفر، فلما دنونا من المدينة؛ كَبَّرَ الناسُ ورفعوا أصواتهم، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"يا أيها الناس! إنكم لا تَدْعُون أصمَّ، ولا غائبًا؛ إن الذي تَدْعُونَهُ بينكم وبين أعناق ركابكم". ثم قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"يا أبا موسى! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ ! "، فقلت: وما هو؟ قال:
"لا حول ولا قوة إلا بالله".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري؛ دون قوله:"إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم"؛ وهذا منكر).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن ثابت وعلي بن زيد وسعيد الجُريرِي عن أبي عثمان النهدي: أن أبا موسى الأشعري ...
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ لكن قوله:
"إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم"! منكر بهذا اللفظ؛ لروايات الثقات الآتية وغيرهم، وقد تفرد به علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وهو سيئ الحفظ، كما حققت ذلك في "تخريج السنة" رقم (٦١٨)، فلا داعي للإعادة.
والحديث أخرجه البخاري في "الدعوات"(١١/ ١٥٦ و ١٧٨) وغيره، ومسلم (٨/ ٧٣ - ٧٤)، وأحمد (٤/ ٣٩٤ و ٤٠٢ و ٤٠٧ و ٤١٧ - ٤١٨ - ٤١٩)، والمصنف -فيما يأتي- من طرق أخرى عن أبي عثمان ... به؛ دون الزيادة المذكورة.