الذوق! وهذا ليس من العلم في شيء! ويدلك على ما ذهبنا إليه أمران:
الأول: أن محمد بن عبد الله الصفار إنما روى الحديث من أصل كتابه، وهذا مما يبعد الظن بخطئه.
الثاني: أنه قد تابعه على وصله: محمد بن وهب بن أبي كريمة -وهو ثقة بلا خلاف-: أخرجه الحاكم (١/ ١٤٩)، وقال: إنه "صحيح". ووافقه الذهبي. وقال الحافظ في "التلخيص"(١/ ٤١٦) - بعد أن ساقه-:
"رجاله ثقات؛ إلا أنه معلول ... "؛ ثمّ ساقه عن الذهلي من الوجه المنقطع، ثم قال:
"وصححه الحاكم قبل ابن القطان؛ ولم تقدح هذه العلة عندهما فيه".
وللحديث طرق أخرى: عند ابن ماجة والحاكم والبيهقي عن أنس.
وله شواهد منها:
عن عثمان رضي الله عنه:
أن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كان يخلل لحيته.
أخرجه الترمذي، وصححه؛ وهو عند البخاري أصح شيء في الباب، وقد تقدّم تخريجه والكلام على إسناده في الحديث (رقم ٩٨).
ومنها: عن عائشة رضي الله عنها:
أنّ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء.
أخرجه الحاكم (١/ ١٥٠)، وأحمد (٦/ ٢٣٤)، وأبو عبيد في كتاب "الطهور"