خَرَجْتُ مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حاجًّا، فكان الناس يأتونه، فمن قال: يا رسول الله! سعيت قبل أن أطوف، أو قدمت شيئًا، أو أخرت شيئًا؟ فكان يقول:
"لا حرجَ، لا حرجَ؛ إلا على رَجُلٍ اقتَرَضَ عِرْضَ رجل مسلم وهو ظالم؛ فذلك الذي حَرِجَ وهَلَكَ".
(قلت: إسناده صحيح؛ لكن قوله: سعيت قبل أن أطوف .. شاذ، وقد أشار إلى ذلك البيهقي بقوله:"إن كان محفوظًا". وبدونه صححه ابن حبان والحاكم).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن الشيباني عن زياد بن عِلاقةَ عن أسامة بن شريك.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير أسامة بن شريك، وهو صحابي، تفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة.
والحديث أخرجه البيهقي (٥/ ١٤٦) من طريق المصنف، وقال:
"هذا اللفظ: سعيت قبل أن أطوف .. غريب، تفرد به جرير عن الشيباني. فإن كان محفوظًا؛ فكأنه سأله عن رجل سعى عَقِبَ طواف القدوم قبل طواف الإفاضة؟ فقال: "لا حرج". والله أعلم"! وتعقبه ابن التركماني بقوله:
"هذه الصورة مشهورة، وهي التي فعلها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فالظاهر أنه لا يسأل عنها، وإنما سأل عن تقديم السعي على طواف الإفاضة (الأصل: القدوم)، وعموم قول الصحابي: فما سئل عن شيء قُدِّمَ ولا أُخِّرَ إلا قال: "افعل ولا حرج" يدل