للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قلت: إسناده مرسل صحيح يُقَوِّي ما قبله).

إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة.

قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ وسعيد هذا: هو أخو الحسن البصري.

وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوَائِيُّ، وهو ثقة ثبت. ولذلك رَجَّحَ روايتَهُ هذه المرسلةَ النسائيُّ على رواية جريرٍ الموصولة، فقال في "الكبرى" -له كما في "تحفة الأشراف" للمزي (١/ ٣٠١) -:

"وهذا حديث منكر. والصواب: قتادة عن سعيد بن أبي الحسن. وما رواه عن همام غير عمرو بن عاصم".

قلت: عمرو هذا من رجال الشيخين كما تقدم، بل هو حافظ ثبت كما قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ"، فتفرده محتمل مقبول كسائر الحفاظ، فاستنكار النسائي للحديث غير مقبول؛ بعد ثبوت متابعة همام بن يحيى لجرير برواية هذا الحافظ الثبت عنهما معًا!

وبهذا تعرف الجواب عن تضعيف المؤلف لأحاديث الباب الآتي في آخره، وتقويته لحديث سعيد بن أبي الحسن! مع أن ظاهر قول قتادة عقب حديث سعيد:

وما علمت أحدًا تابعه على ذلك .. فيه استنكار لحديثه، كما ذكره بعض العلماء المتأخرين احتمالًا، ومال إلى أن صواب العبارة: قال أبو داود .. لا قتادة، وإلى أن ضمير قوله: (تابعه) يرجع إلى جرير بن حازم، لا إلى سعيد بن أبي الحسن (١).


(١) انظر "عون المعبود" (٧/ ٢٤٨ - ٢٥٠)، و"بذل المجهود" (١٢/ ٨٥ - ٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>