إسناده: حدثنا محمد بن خزَابَةَ: ثنا إسحاق - يعني: ابن منصور -: ثنا أسباط الهَمْدَانِيُّ عن السُّدِّي عن أبيه عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ على ضعف في أسباط.
غير ابن حُزابة، وهو ثقة.
وأبي السدي - واسمه عبد الرحمن بن أبي كريمة -؛ وهو مجهول الحال، كما قال الحافظ.
لكن الحديث صحيح بما له من الشواهد، وسأذكر بعضها، ولعله لذلك جزم بنسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: الإمامُ أبو عبيد القاسم بن سلام في "الإيمان"(ص ٨٤).
وأعله المنذري بغير أبي السُّدِّيِّ، فقال:
"في إسناده أسباط بن نصر الهَمْداني، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وقد أخرج لهما مسلم، وتكلم فيهما غير واحد من الأئمة"!
قلت: وإعلاله بوالد السدي - عبد الرحمن - كما فعلنا أَوْلَى؛ لأمرين:
أحدهما: أنه لم يخرج له مسلم.
والآخر: أنه لم يوثقه أحد - اللهم إلا ابن حبان؛ وهو معروف بتساهله في التوثيق -، وما حدّث عنه سوى ولده - كما قال الذهبي في "الميزان" -، وسكت عنه في "الكاشف"؛ فلم يوثقه. وقول الحافظ في "التقريب":
"مجهول الحال"!
لا يتماشى مع القواعد؛ لأن شرط مجهول الحال أن يروي عنه اثنان فصاعدًا؛ فتنبه!
والحديث أخرجه الحاكم (٤/ ٣٥٢) من طريق أخرى عن أسباط بن نصر ... به، وقال: