للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال مالك بن أوس: خُيِّلَ إلي أنهما قدَّما أولئك النفر لذلك! فقال عمر رحمه الله: اتَّئِدَا، ثم أقبل على أولئك الرَّهْط، فقال: أَنْشُّدُكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"لا نورَثُ. ما تركنا صدقةٌ"؟ قالوا: نعم.

ثم أقبل على عليٍّ والعباس رضي الله عنهما فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض؛ هل تعلمان أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"لا نورث. ما تركنا صدقة"؟ فقالا: نعم. قال: فإن الله خَصَّ رسولَهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بخاصة لَمْ يَخصَّ بها أحدًا من الناس، فقال الله: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، فكان الله أفاءَ على رسولِهِ بني النضير، فو الله ما استأثر بها عليكم، ولا أخذها دونكم، فكان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يأخذ منها نفقة سنةٍ - أو نفقته ونفقة أهله سنةً -، ويجعل ما بقي أُسْوَةَ المالِ.

ثم أقبل على ذلك الرهط، فقال: أنْشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم.

ثم أقبل على العباس وعلي رضي الله عنهما، فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم. فلما توفي رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال أبو بكر: أنا وَلِيُّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فجئتَ أنتَ وهذا إلى أبي بكر تَطْلُبُ أنتَ ميراثَك من ابن اختك، ويطلب هذا ميراثَ امرأته من أبيها. فقال أبو بكر رَحِمَهُ اللهُ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -:

<<  <  ج: ص:  >  >>