للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنكم لَتُقَاتِلُنَّ صاحبَنا أو لَنَفْعَلَنَّ كذا وكذا، ولا يحولُ بيننا وبين خَدَمِ نسائكم شيءٌ - وهي الخلاخيل -. فلما بلغ كتابُهم النبيَّ؛ اجتمعت بنو النضير بالغَدْر، فأرسلوا إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اخرج إلينا في ثلاثين رجلًا من أصحابك، وليخرج منا ثلاثون حبرًا؛ حتى نلتقي بمكان (المَنْصَف)، فيسمعوا منك، فإن صَدَّقوك وآمنوا بك؛ آمنا بك.

فلما كان الغد؛ غدا عليهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالكتائب، فحصرهم، فقال لهم:

"إنكم - والله - لا تأمنون عندي؛ إلَّا بعهد تعاهدوني عليه".

فأبَوا أن يعطوه عهدًا، فقاتلهم يومهم ذلك، ثم غدا الغدَ علي بني قريظة بالكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم، وغدا على بني النضير بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، فَجَلَتْ بنو النضير، واحتملوا ما أقلَّتِ الإبلُ من أمتعتهم، وأبواب بيوتهم وخشبها، فكان نخل بني النضير لرسول الله خاصة؛ أعطاه الله إياها، وخصَّه بها؛ فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ

مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}؛ يقول: بغير قتال، فأعطى النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكثرَها للمهاجرين، وقسمها بينهم، وقسم منها لرجلين من الأنصار؛ وكانا ذَوَيْ حاجة، ولم يقسم لأحد من الأنصار غيرهما، وبقي منها صدقةُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أيدي بني فاطمة رضي الله عنها.

(قلت: حديث صحيح).

إسناده: حَدَّثَنَا محمد بن داود بن سفيان: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن

<<  <  ج: ص:  >  >>