فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العتمةَ دعاني، فقال:
"ما فعل الذي قِبَلَك؟ ".
قال: قلت: هو معي، لم يأتنا أحد! فبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد (وقص الحديث)، حتى إذا صلى العتمة - يعني: من الغد - دعاني فقال: "ما فعل الذي قِبَلَكَ؟ ".
قال: قلت: قد أراحك الله منه يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! فَكَبَّرَ وحَمِدَ الله؛ شفقًا من أن يدركه الموتُ وعنده ذلك، ثم اتَّبَعْتُهُ حتى جاء أزواجَهُ فسلم على امرأةًا مرأةٍ، حتى أتى مَبِيتَهُ.
فهذا الذي سألتني عنه.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا أبو توبة الرَّبِيعُ بن نافع: ثنا معاوية - يعني: ابن سَلام - عن زيد أنه سمع أبا سَلام قال: حدثني عبد الله الهَوْزَنِيُّ ...
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير عبد الله هذا، وهو ثقة مخضرم، كما في "التقريب".
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٢١٥) من طريق المؤلف ... مختصرًا.
ثم أخرجه (٦/ ٨٠ - ٨١) من طريق أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي: ثنا أبو توبة ... به أتم منه؛ فإنه ساق القدر الذي اختصره المؤلف؛ وأشار إليه بقوله: "فذكر الحديث"، و "قص الحديث".