للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابن الصمة، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية قد اختلف الحفاظ في عدالتهما؛ إلا أن لروايتهما بذكر (الذراعين) فيه شاهدًا من حديث ابن عمر"!

قلت: في هذا الكلام كثير من التساهل؛ فإن حديث ابن عمر -وهو المشار إليه في الكتاب عقيب هذا- حاله كحال حديث أبي صالح هذا؛ فكما تفرد أبو صالح بذكر الذراعين في هذا الحديث عن الليث دون سائر الثقات؛ فكذلك تفرد بذلك محمد بن ثابت عن نافع عن ابن عمر دون سائر الثقات.

وقد رواه مالك عن نافع موقوفًا؛ وهو الصحيح، كما قال الحافظ (١/ ٣٥١).

وأبو صالح تكلم فيه غير واحد من قبل حفظه، فحديثه عند المخالفة شاذ اتفاقًا! فلا أدري كيف استساغ البيهقي تقوية الخطأ بالخطأ؟ !

ثم إن ما رواه عن الشافعي لا يصلح شاهدًا؛ لما ذكر هو من حال الراويين، لا سيَّما وقد خالفا الجماعة: جعفرَ بنَ ربيعة ومحمدَ بنَ إسحاق وابنَ لهيعة سندًا ومتنًا؛ ولذلك قال الحافظ (١/ ٣٥١):

"والثابت في حديث أبي جهيم أيضًا بلفظ: يديه، لا: ذراعيه؛ فإنها رواية شاذة، مع ما في أبي الحويرث وأبي صالح من الضعف".

٣٥٦ - ساق المصنف هنا هذه القصة من حديث ابن عمر بزيادة:

ثم ضرب ضربةً أخرى، فمسح ذراعيه.

وهي زيادة منكرة، أوردناه من أجلها في الكتاب الآخر (رقم ٥٨)، ثم قال المصنف:

"لم يتابع محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين عن النبي

<<  <  ج: ص:  >  >>