"وإسناده ليس بقوي؛ لأن عثيمًا وكليبًا ليسا بمشهورين ولا وُثِّقا، ولكن أبا داود رواه ولم يضعفه، فهو عنده حسن"!
قلت: وهو حديث حسن لغيره؛ فقد وجدت له شاهدًا من حديث قتادة أبي هشام قال:
أتيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فقال لي:
"يا قتادة! اغتسل بماءٍ وسِدْرٍ، واحلق عنك شعر الكفر".
وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يأمر من أسلم أن يختتن وإن كان ابن ثمانين. قال الهيثمي (١/ ٢٨٣):
"رواه الطبراني [١٤/ ١٩] في "الكبير"، ورجاله ثقات"! كذا قال! وأما الحافظ؛ فقال في "التلخيص"(٤/ ٦١٨):
"وإسناده ضعيف".
قلت: ولكنه -على كل حال- يعطي الحديث قوة. ولعله من أجل ذلك جزم بنسبته إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في "الفتاوى"(١/ ٤٤)، واحتجَّ به على أنه يجوز للجنب أن يقص شعره وظفره، فقال:
"وما أعلم على كراهية إزالة شعر الجنب وظفره دليلًا شرعيًّا؛ بل قد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ للذي أسلم: "ألْقِ عنك شعر الكفر واختنن". فأمر الذي أسلم أن يغتسل،