مَهْ يا ضِمَام! ! اتق البَرَصَ والجُذام والجنون! فقال:
ويلكم! إنهما -والله- لا يضرَّان ولا ينفعان. إن الله قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. فوالله ما أمسى ذلك اليوم من حاضرته رجلٌ ولا امرأة إلا مسلمًا.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضِمامِ بن ثعلبة رضي الله تعالى عنه).
إسناده: حدثنا محمد بن عمرو: ثنا سَلَمَةُ: حدثني محمد بن إسحاق: حدثني سَلَمَةُ بن كُهَيْلٍ ومحمد بن الوليد بن نُوَيْفعٍ عن كُرَيْبٍ عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن بكر بن سالم أبو غسان الرازي الطيالسي المعروف بـ (زُنَيْج)؛ وهو ثقة من رجال مسلم.
وشيخه سلمة: هو ابن الفضل؛ وهو مختلف فيه، ويظهر من مجموع أقوال الأئمة فيه: أنه في نفسه ثقة، ولكنه سيئ الحفظ؛ فينظر فيما تفرد به.
لكن له اختصاص في الرواية عن ابن إسحاق؛ فقد ذكره الذهبي في "الميزان":
"وقال زُنيج: سمعت سلمة الأبرش يقول: سمعت المغازي من ابن إسحاق مرتين، وكتبت عنه من الحديث مثل المغازي". وقال علي الهِسِنْجَانِيُّ عن ابن معين: سمعت جريرًا يقول:
"ليس من لَدُنْ بغداد إلى خراسان أثبتُ في ابن إسحاق من سلمة".