فغير صحيح؛ بل هو من أوهامه رحمه الله تعالى! ولعله اختلطت عليه رواية سفيان الخالية من الاستدارة برواية قيس هذه.
وقد جاءت الاستدارة عن سفيان في بعض الروايات الثابتة عنه؛ كما سنذكره.
والحديث أخرجه البيهقي (١/ ٣٩٥) من طريق المصنف برواية قيس بن الربيع فقط، وقال:
"هكذا رواه قيس. وخالفه الحجاج بن أرطاة فقال: واستدار في أذانه ... "؛ ثم ساق إسناده بذلك، ثم قال:
"ويحتمل أن يكون الحجاج أراد بالاستدارة التفاته في: حي على الصلاة، حي على الفلاح؛ فيكون موافقًا لسائر الرواة؛ والحجاج بن أرطاة ليس بحجة".
قلت: وهذا الجمع هو الذي يجب المصير إليه؛ فإن الاستدارة قد ثبتت في الحديث من طرق أخرى عن عون:
فروى الطبراني من حديث إدريس الأَوْدِي عن عون عن أبيه ... الحديث؛ وفيه:
وجعل يستدير.
وروى أبو الشيخ الأصبهاني الحديث من جهة حماد بن سلمة وهشيم عن عون عن أبيه؛ وفيه:
فجعل يستدير يمينًا وشمالًا.
ذكره ابن التركماني، والحافظ في "التلخيص" (٣/ ١٧٩).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute