للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"كتبت عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسمائة ألف حديث؛ انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب -يعني: كتاب "السنن"- جمعت فيه أربعة آلاف حديث، ذكرت الصحيح وما يشبهه وما يقاربه" (١).

(٣) وروي عنه أنه "يذكر في كل باب أصح ما عرفه فيه" (٢).

(٤) ويروى عنه أنه قال: "وما سكتُّ عنه؛ فهو حسن" (٢).

فالرواية الأخيرة -إن صحت- صريحة فيما اشتهر من الاحتجاج بما سكت عنه، أما الروايتان قبلها؛ فلا تتعرضان لهذه المسألة ببيان، غير أن الثانية قد تشعر بما أفادته هذه الأخيرة؛ لأنّ ما يشبه الصحيح ويقاربه إنما هو الحسن، وما يتكلم عليه ويُعله ليس منه كما لا يخفى.


(١) رواه الخطيب البغدادي في ترجمة أبي داود من "تاريخه" (٩/ ٥٧) قال:
"حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم للقاري الدينوري -بلفظه- قال: سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي: سمعت أبا بكر بن داسة يقول: سمعت أبا داود يقول: ... " فذكره.
وهذا إسناد صحيح: أبو بكر محمد بن علي القاري وأبو الحسين محمد بن عبد الله الفرضي ثقتان ترجمهما الخطيب في "تاريخه"، فقال في الأول منهما (٣/ ١٠٦):
"كتبت عنه شيئًا يسيرًا، وكان رجلًا صالحًا ورعًا، كتب معنا الحديث، مات سنة (٤٤٩) ".
وقال في الآخر (٥/ ٤٧٢):
"كان ثقة، وانتهى إليه قسمة الفرائض والمواريث، فلم يكن في وقته أعلم بذلك منه، وصنف فيه كتبًا اشتهرت ... مات سنة (٤٠٢) ".
وأما أبو بكر بن داسة؛ فهو أحد رواة "السنن" عن أبي داود رحمه الله.
(٢) أوردهما ابن كثير في "اختصار علوم الحديث" (ص ٣٠) هكذا بصيغة التمريض "ويروى"، والثالث ذكره ابن الصلاح أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>