للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك روي في الصحيح: أنَّ أعرابيًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عمَّا فرض الله عليه، فذكر الصلاة والزكاة والصيام، وهو لا يُسَمَّى في كثيرٍ من الروايات، وفي بعضها سُمِّيَ (١).

فصلٌ

وأما الراوي عنها؛ فهو أبو رافع الصائغ مولى ليلى بنت العجماء، من قدماء التابعين من رجال الصحيحين، كما ثبت ذلك في الروايات الثابتة، وكما ذكر ذلك عامة العلماء، وروى عنه: بكر وثابت وعلي بن زيد وغيرهم.

وأبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس هو مولى ليلى بنت العجماء بلا ريب، فإنَّ ذاك مات قديمًا بُعَيْدَ قتل عثمان - رضي الله عنه - سنة خمس (٢) وثلاثين، لم يدركه أحد من هؤلاء مثل: بكر وثابت وأمثالهما، وهذا [مجزومٌ به] (٣) قطعًا.

قال الحافظ عبد الغني (٤): نفيع أبو رافع الصائغ [ ... ] (٥) أدرك الجاهلية


(١) أخرجه البخاري (٤٦)، ومسلم (١١) من حديث طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -، وليس في روايته التصريح باسمه.
وأخرجه البخاري (٦٣)، ومسلم (١٢) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وفي رواية البخاري التصريح باسم السائل، وأنه: ضمام بن ثعلبة.
وقد تعقب المجيب في شرح العمدة (٢/ ١٨٥ الحج) ابن عبد البر في زعمه أن الرجلين في الحديثين واحد؛ فانظره هناك.
(٢) كلمة لم أستطع قراءتها، ولعلها ما أثبت.
(٣) كلمة غير مقروءة، وما أثبتُّ تقديرًا، وبه يستقيم الكلام.
(٤) في الكمال في أسماء الرجال، والكتاب ما زال مخطوطًا.
(٥) كلمة لم أستطع قراءتها، وفي تهذيب الكمال (٣٠/ ١٤): المدني، نزيل البصرة، مولى ابنة عمر بن الخطاب. وقيل: مولى ليلى بنت العجماء.