بكسر الضاد وبفتحها، وأفاويق جمع أفواق جمع فِيقه بكسر الفاء، وهو اسمٌ للبن الذي يجتمع بين الحلبتين، يريد: أنّهم يَرْضعونها ثم يتركونَها مقدارَ ما يجتمع اللبن فيرضعونها، وهكذا، والثُّعل بضم الثاء وفتحها: خِلْف زائد صغير من أخلاف الناقة وضرع الشاة لا يَدِرُّ من اللبن شيئاً، يصفهم بأنّهم أحرصُ الناس على طلب المال يستنزفونه من خزائنه حتّى لم يبقَ منه شيءٌ، وإنّما ذكر الثعلَ للمبالغةِ في الارْتضاع، والثّعْلُ لا يَدِرُّ، وهي مبالغة حسنةٌ في معنى الاستئصال والنفاد.
رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، وقال عز وتقدس:{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}. . قال سفيان بن عُيينة: لو لم ينزّل الله تعالى علينا إلا هذه الآية لكان قد أعذَرَ أعذر: بلغَ أقصى الغاية في العذر، أي صار معذوراً عندك إذ حذّرك أن لا تحذره وهو يعلم ما في أنفسنا، ومن هذا المثل: مَنْ أنْذرَ فقد أعْذرَ.
ومما يؤثر في باب الخوف قوله صلى الله عليه وسلم:(رأسُ الحكمة مخافة الله).