إذا احْتَجَّ مُحْتجٌّ على النَّفْسِ لم تَكَدْ ... على قَدَرٍ يُمْنَى لها تَتَعَتَّبُ
وساعَدَها الصَّبْرُ الجميلُ فأَقبَلَتْ ... إليها له طَوْعاً جَنائِبُ تُجْنَبُ
وإنْ هو مَنَّاها الأباطيلَ لم تَزَلْ ... تُقاتِلُ بالعَتْبِ القضاَء وتُغْلَبُ
فتُضْحِي جَزوعاً إنْ أصابَتْ مُصيبةٌ ... وتُمْسِي هَلوعاً إنْ تَعذَّرَ مَطْلَبُ
فلا يَعذِرَنَّ التارِكُ الصَّبْرَ نفسَه ... بأنْ قيلَ: إنَّ الصَّبْرَ لا يُتَكَسَّبُ
وقال الأصمعيُّ: أحسنُ ما قيل في الصَّبر مع الشرح قولُ أبي ذؤيبٍ الهُذلي:
وتَجَلُّدِي للشّامِتينَ أُرِيهُمُ ... أنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أتَضَعْضَعُ
حتّى كأنّي للحَوادِثِ مَرْوَةٌ ... بِصَفَا المُشَقَّرِ كلَّ يَوْمٍ تُقْرَعُ
لا أتضعضع: لا أذلُّ ولا أخضع، وريْبُ الدّهر: صرفُه، والمروة واحدة المَرْوِ وهي:
حجارةٌ بيضٌ بَرّاقة يُقدحُ منها النار: ومروة المَسْعى التي تذكر مع الصفا في الحج - وهي أحد رأسيه اللذين ينتهي السعيُ إليهما - سُمّيت بذلك، وبصفا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute