وقال أبو حيّة النّميري - من شعراء الدّولتين -:
ألا حَيِّ مِنْ أجلِ الحبيبِ المغَانِيا ... لَبِسْنَ البِلَى مِمّا لَبِسْن اللّيالِيا
إذا ما تَقاضَى المَرَْء يومٌ وليلةٌ ... تَقاضاهُ شَيءٌ لا يَمَلُّ التَّقاضِيا
وقال بعضُ شعراءِ الجاهلية - وقيل: القائل عبد الرحمن بن سُويدٍ المُرِّي -:
كانَتْ قَناتِي لا تَلينُ لِغامِزٍ ... فأَلانَها الإصْباحُ والإمْساءُ
ودَعَوْتُ رَبِّي في السَّلامَةِ جاهِداً ... لِيُصِحَّني فإذا السَّلامةُ داءُ
كانت قناتي لا تلينُ لغامزٍ: من الغَمْز، وهو العَصْرُ باليد وهو مثلٌ يريد: أنه كان صُلْبَ العودِ شديدَ القوَّة على من يشتدّ ويجترئ عليه وقال النَّمِرُ بن تَوْلَب - شاعر جاهلي إسلامي، وفد على سيّدنا رسول الله وحَسُنَ إسلامُه، ومن قولِه: صُوْمُ شهرِ الصَّبْرِ، وصومُ ثلاثةِ أيّامٍ يُذهبن كثيراً من وَحَرِ الصَّدر - قال:
تَدارَكُ ما قَبْلَ الشّبابِ وبَعْدَه ... حَوادِثُ أيّامٍ تَمُرُّ وأغْفُلُ
يَسُرُّ الفتى طُولُ السّلامةِ والبَقَا ... فكيف يَرى طولَ السّلامةِ يَفْعَلُ
يَرُدُّ الفتى بَعدَ اعْتِدالٍ وصِحَّةٍ ... ينُوءُ إذا رامَ القيامَ ويُحْمَلُ
والبقاءُ مقصورٌ لضرورةِ الشعر وتروى: والغِنى. . . وقال الصَّلتانُ العَبْديُّ - شاعر إسلامي كان في زمن جرير والفرزدق -:
إذا لَيْلةٌ هَرَّمَتْ يَومَها ... أتَى بعدَ ذلك يَوْمٌ فَتي
وهذا البيت من أبياتٍ جميلةٍ للصَّلتان اختارها أبو تمام في حماسته يقول فيها:
أشابَ الصَّغيرَ وأفنَى الكَب ... يرَ كَرُّ الغَداةِ ومَرُّ العَشِي
إذا ليلة. . . البيت