للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل لسفيانَ بن معاوية: ما أسْرعَ حسدَ الناسِ إلى قومِك! فقال:

إنّ العَرانينَ تَلْقاها مُحَسَّدةً ... ولا تَرى لِلِئامِ النّاسِ حُسّادا

وقال آخر:

وتَرى اللَّبيبَ مُحَسَّداً لَمْ يَجْتَرِمْ ... شَتْمَ الرِّجالِ وعِرْضُه مَشْتومُ

حَسدوا الفَتى إذْ لَمْ يَنالوا سَعْيَه ... فالقومُ أعْداءٌ لهُ وخُصومُ

كَضَرائِرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لِوَجْهِها ... حَسداً وظُلْماً: إنّه لَدَميمُ

وقال آخر:

إن تَحْسِدوني فإنّي لا ألومُكُمُ ... قبلي مِنَ الناسِ أهلُ الفضلِ قد حُسِدوا

فدامَ لي ولَهُمْ ما بي وما بِهِمُ ... وماتَ أكثرُنا غَيْظاً بما يَجِدُ

أنا الذي تَجدوني في حلوقِكُمُ ... لا أرْتقي صَدْراً عَنْها ولا أرِدُ

وخطب الحجاج يوماً بِرُسْتَقُباذ بقولِ سويد بن أبي كاهل - شاعر جاهلي إسلامي -:

كيفَ يَرْجون سَقاطي بَعْد ما ... جَلَّلَ الرأسَ بياضٌ وصَلَعْ

رُبَّ مَنْ أنضَجْتُ غيظاً صدرَه ... قَدْ تَمنّى ليَ موتاً لَمْ يُطَعْ

ويَراني كالشَّجا في حَلْقِه ... عَسِراً مَخْرجُه ما يُنْتَزَعْ

مُزْبِداً يخْطِرُ ما لَمْ يرَني ... فإذا أسْمَعْتُهُ صَوْتي انْقَمَعْ