للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن الرومي. وهو كذلك من هجائه المضحك:

تجنَّبْ سليمانَ قُفْلَ النَّدى ... فقد يَئسَ الناسُ من فَتْحِه

ولَوْ كانَ يملكُ أمْرَ استِهِ ... لما طَمِعَ الحُشُّ في سَلْحِه

الحُشُّ: المُستراح - موضع قضاء الحاجة - والسّلح: النجو - الغائط -.

وقال ابن الرومي أيضاً - وهو معنى بديع - وإن كان من بابةٍ غير هذه البابة:

وإذا امْرُؤٌ مَدَحَ امْرءاً لِنوالهِ ... وأطال فيه فقد أرادَ هِجاَءهُ

لو لم يُقَدِّرْ فيه بُعْدَ المُسْتَقَى ... عندَ الورودِ لما أطالَ رِشاَءهُ

الرشاء: حبل الدلو وقالوا: من لم يأت الخير صغيراً لم يأته كبيراً، وفي ذلك يقول المعلوط السعدي - وهو شاعر إسلامي -:

إذا المَرْءُ أعيَتْه المُروَءةُ ناشِئاً ... فمَطْلَبُها كهْلاً عليه شديدُ

وقالوا في البخيل كلما ازداد ثراءً ازداد بخلاً وكزازةً، والقائل ابن الرومي - والبيتان من أوابده وتوليداته البديعة:

إذا غَمرَ المالُ البَخيلَ وَجَدْتَهُ ... يَزيدُ به يُبْساً وإنْ ظُنَّ يَرْطُبُ

وليسَ عجيباً ذاكَ منه فإنَّهُ ... إذا غَمرَ الماءُ الحِجارَةَ تصْلُبُ

وقال:

ألم تَرَ أنَّ المالَ يُهلِكُ أهْلَهُ ... إذا جَمّ آتِيهِ وسُدَّ طريقُهُ