وكان الإنجيل كتاباً موجوداً ومعروفاً لدى النصارى الأوائل بأنه (إنجيل الله) أو (إنجيل المسيح)، وقد ذكره بولس في رسائله، لكن النصارى لا يعرفون شيئاً عن مصير ذلك الإنجيل، ولا أين ذهب، وقد صار عند النصارى -بدل ذلك الإنجيل الواحد- أناجيل كثيرة مختلفة ومتناقضة، أشهرها أربعة أناجيل مِنْ طريق مُرْقُسٍ وَلُوقَا وَمَتَّى وَيُوحَنَّا، وليس لها سند متصل، وهي أَشَدُّ اخْتِلَافًا وتحريفاً وَأَكْثَرُ زِيَادَةً وَنَقْصًا وَأَفْحَشُ تَفَاوُتًا مِنَ التَّوْرَاةِ المحرفة (١).
(١) والأناجيل الأربعة الموجودة اليوم لا توجد فيها أحكام شرعية وقد اضطر النصارى المتأخرون ليأخذوا بعض أحكام الميراث الإسلامية من شرح مجلة الأحكام العدلية.