للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العودة ومحاولة المنافقين قتل النبي]

ولما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك؛ أمر منادياً فنادى: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ العقبة فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوده حذيفة، ويسوق به عمار - رضي الله عنهما -، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل فغشوا عماراً وهو يسوق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: "قد، قد"، حتى هبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما هبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل، ورجع عمار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا عمار، هل عرفت القوم؟ "، فقال: قد عرفت عامة الرواحل، والقوم متلثمون، قال: " هل تدري ما أرادوا؟ "، قال: الله ورسوله أعلم، قال: " أرادوا أن ينفروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطرحوه"، قال: فسأل عمار رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نشدتك بالله، كم تعلم كان أصحاب العقبة؟، فقال: أربعة عشر، فقال: إن كنت فيهم، فقد كانوا خمسة عشر. فعذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم ثلاثة قالوا: والله ما سمعنا منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما علمنا ما أراد القوم. فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

ونَزَلَتْ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ مِنْ سُورَةِ بَرَاءَةَ اشْتَمَلَتْ عَلَى ذِكْرِ ظُرُوفِ الْغَزْوَةِ، وَفَضْلِ الْمُجَاهِدِينَ الْمُخْلِصِينَ، وَقَبولِ التَّوْبَةِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ، وَفَضْحِ الْمُنَافِقِينَ، وَكَانَتْ سُورَةُ التَّوْبَةِ مِنْ أَشَدِّ مَا نَزَلَ فِي الْمُنَافِقِينَ حَتَّى كَانَتْ تُسَمَّى: "الفاضِحَةَ"، وَتُسَمَّى: "الْمُبعْثِرَةَ" لِمَا كَشَفَتْ مِنْ سَرَائِرَ المُنَافِقِينَ. ورجع رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة فهدم مسجد الضرار الذي بناه المنافقون كيداً للإسلام.

<<  <   >  >>