وكانت بعدها مباشرة غزوة حمراء الأسد، وذلك أن المشركين لما أصابوا ما أصابوا من المسلمين يوم أحد؛ كرُّوا راجعين إلى بلادهم، فلما استمروا في سيرهم تَنَدّمُوا أنهم لم يغيروا على المدينة ويجعلوها الفيصلة. فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب المسلمين إلى الذهاب وراءهم ليُرْعِبَهم ويريهم أن بهم قُوّةً وجَلَداً، ولم يأذنْ لأحد سوى من حضر وقعة أُحُد سوى جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فانتدب المسلمون على ما بهم من الجراح والإثخان طاعة لله - عز وجل - ولرسوله صلى الله عليه وسلم. (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ) هذا كان يوم حمراء الأسد وهو موضع على ثمانية أميال من المدينة باتجاه مكة، ورجع المشركون إلى مكة قبل وصول جيش المسلمين.