للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إغواء الشيطان لآدم وزوجه]

واستمر حسد إبليس لآدم وزوجته، فوسوس لهما (١) ليُظْهِر لهما ما سُتِر عنهما من عوراتهما، وقال لهما: ما نهاكما الله عن الأكل من هذه الشجرة إلا كراهة أن تكونا مَلَكَين، وإلا كراهة أن تكونا من الخالدين في الجنة، وحلف لهما بالله: إني لكما -يا آدم وحواء- لمن الناصحين فيما أشرت عليكما به.

وبدأ إبليس بحواء فأغواها وزين لها، حتى جعلها تأكل من الشجرة التي نهيت هي وآدم عن قربها، فقبلت بغواية إبليس فأغوت زوجها ودعته إِلَى الْأكل من تِلْكَ الشَّجَرَة، فلما أكلا من الشجرة التي نُهِيا عن الأكل منها ظهرت لهما عوراتهما مكشوفة، فأخذا يُلْزِقان عليهما من ورق الجنة؛ ليسترا عوراتهما، وحَطَّهما إبليس من المنزلة التي كانا فيها بخداع منه وغرور.

وناداهما ربهما قائلًا: ألم أنهكما عن الأكل من هذه الشجرة، وأقل لكما محذرًا لكما: إن الشيطان عدو لكما بيِّنُ العداوة؟!


(١) بلغتهما وسوسة إبليس مع أنه مطرود من الجنة. والله عز وجل يُسمِع أهل الجنة إن شاء كلام وأخبار من هم خارج الجنة، كما يُسمعهم نداء أهل النار لهم وطلبهم منهم أن يفيضوا عليهم من الماء أو مما رزقهم الله، وكذلك فإنه لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكَ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا.

<<  <   >  >>