(٢) النواجذ: الأضراس. كناية عن شدة التمسك بالشيء. (٣) قَالَ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ: ثُمَّ قَالَ لِي سَفِينَةُ - رضي الله عنه -: أَمْسِكْ عَلَيْكَ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ وَخِلَافَةَ عُمَرَ عَشْرًا وَخِلَافَةَ عُثْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَخِلَافَةَ عَلِيٍّ سِتَّ سِنِينَ. قَالَ سَعِيدٌ: فَوَجَدْنَاهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً. (٤) جاء في الحديث: "أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ". قال الألباني: ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة، وجَعْلِه وراثةً. والله أعلم. (٥) وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً، ولا يزال الناس بخير ينصرون على من ناوأهم عليه، إلى اثني عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة وكلهم من قريش). قيل: المراد بالاجتماع: انقيادهم لبيعته، وقداجتمع الناس على أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن، ثم اجتمعوا على ولده يزيد، ثم اجتمعوا على عبدالملك بن مروان، ثم أولاده الأربعة: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد: عمر بن عبد العزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك لما مات عمه هشام، فولي نحو أربع سنين، ثم قاموا عليه فقتلوه، وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ. وكانت الأمور في غالب أزمنة هؤلاء الاثني عشر منتظمة، وإن وجد في بعض مدتهم خلاف ذلك، فهو بالنسبة إلى الاستقامة نادر والله أعلم. (٦) قد ينطبق ذلك على خلافة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وعلى خلافة المهدي في آخر الزمان. ورَوَى أَحْمدُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي «دَلَائِل النُّبُوَّة»: قَالَ حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي صَحَابَتِهِ فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ أُذَكِّرُهُ إِيَّاهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ -يَعْنِي عُمَرَ- بَعْدَ الْمِلْكِ الْعَاضِّ وَالْجَبَرِيَّةِ فَأَدْخَلَ كِتَابِي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسُرَّ بِهِ وَأَعْجَبَهُ. (٧) يعني: يدعون لكم وتدعون لهم. (٨) أي: تعرفون بعض أحوالهم وأقوالهم لموافقتها للشرع، وتنكرون بعضها لمخالفتها له، فمعنى (تعرفون): ترضون؛ لمقابلتها تنكرون. (٩) أي: سلم من المداهنة والنفاق. (١٠) أي: من أنكر بقلبه، وكره بقلبه فقد سلم من مشاركتهم في الوزر. (١١) أي: من رضي بقلبه بفعلهم، وتابعهم في العمل، فهو الذي شاركهم في العصيان. (١٢) يعني: ترى فيهم ما تعرفُه أنه من ديني، وترى فيهم ما تنكِرُ كونَهُ من ديني. (١٣) يعني: خليفة من الله. وليس خليفة عن الله؛ لأن الله حي شاهد لا يغيب.