للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خلق حواء وإسكانها الجنة مع آدم]

وخلق الله حواء من ضلع آدم ليأنس إليها، ويطمئن بها، وجعل بينهما مودة ورحمة، وأسكنها الله الجنة مع زوجها آدم. وقال الله لآدم: يا آدم، اسكن أنت وزوجتك حواء الجنة، فكُلا مما فيها من الطيبات ما شئتما، ونهاهما أن يأكلا من شجرة عَيَّنها الله لهما، وأنهما إن أكلا منها بعد نهيه لهما كانا من المتجاوزين لحدود الله. (١)


(١) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:" {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} قال: " قيل لآدم أتأخذها بما فيها، فإن أطعتَ غفرتُ، وإن عصيتَ حذرتك؟ قال: قبلت. قال: فما كان إلا كما بين صلاة العصر إلى أن غربت الشمس حتى أصاب الذنب ".
و {الْأَمَانَة} التكاليف الشرعية كالصَّلَوَات وَغَيْرهَا من الْفَرَائِضُ الَّتِي ائْتَمَنَ اللَّهُ عَلَيْهَا الْعِبَادَ مِمَّا فِي فِعْلهَا مِنْ الثَّوَاب وَتَرْكهَا مِنْ الْعِقَاب وما يحفظ من أموال وأسرار. {وَأَشْفَقْنَ} خِفْنَ {مِنْهَا}. وحملها الإنسان، إنه كان ظلومًا لنفسه، جهولًا بعاقبة حملها.

<<  <   >  >>