للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اختفاء أثر الإسلام ورفع القرآن]

يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُثَالَةٌ كَحُثَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ، لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِمْ شَيْئًا، لَا يُبَالِيهِمْ اللهُ بَالَةً، ويَدرُس (١) الإسلامُ كما يَدرُس وشي الثوب (٢)، لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك، ويُسرى على كتاب الله عز وجل في ليلةٍ فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ فلا يبقى في الأرض منه آية، وَلَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَلَا الزَّبُورِ (٣)، وَيُنْتَزَعُ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ، فَيُصْبِحُونَ وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ، ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها. ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: اللهُ، اللهُ. ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ. وحَتَّى تَصِيرَ الدُّنْيَا لِلُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ (٤).


(١) تختفي معالمه.
(٢) وَشْيُ الثَّوْب: نَقْشه. والْوَشْيُ خَلْطُ لَوْنٍ بِلَوْنٍ.
(٣) فيه إشارة أنه باق منها شيء مما لم يحرّف من الحق.
(٤) أَيْ: لَئِيمُ ابْنُ لَئِيمٍ، أَيْ: رَدِيءُ النَّسَبِ، دَنِيءُ الْحَسَبِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ لَهُ أَصْلٌ، وَلَا يُحْمَدُ لَهُ خُلُقٌ.

<<  <   >  >>