١ - أنّ مصدر الحسد: تحرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود وتمني زوالها عنه أو عدم حصولها، أما العائن فمصدره الإعجاب والاستعظام، لذا فقد يصيب بالعين جماداً أو حيواناً أو زرعاً أو مالاً، وربما أصابت عينه أحد أبنائه أو أهله أو نفسه. ٢ - الحاسد يمكن أن يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه، بينما العائن لا يعين إلا الموجود بالفعل. ٣ - أن الحاسد تتكيف نفسه وتتوجه لمن حسده سواء في حضرته أو غيبته، لأن الحسد أصله نفس خبيثة قوية. أما العائن فإن نفسه تتكيف عند مقابلة المعين ومعاينته. (٢) دَعَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَاءٍ، ثُمَّ قَالَ لِعَامِرٍ: تَوَضَّأَ لَهُ، فَغَسَلَ عَامِرٌ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ (طرفه الَّذِي يَلِي الْجَسَد) فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْسَ بِهِ بَأسٌ. فإِذَا عُرِفَ الَّذِي أَصَابَهُ بِعَيْنِهِ فَإِنَّهُ يُؤْمَر بِالْوُضُوءِ أو الاغتسال للمصاب. وطريقة اغتسال العائن التي شرحها العلماء هي: أَنْ يُؤْتَى بِقَدَحِ مَاءٍ، وَلَا يُوضَعُ الْقَدَحُ عَلَى الْأَرْضِ أثناء الاغتسال، فَيَأْخُذُ غَرْفَةً فَيَتَمَضْمَضُ، ثُمَّ يَمُجُّهَا فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مِنْهُ مَا يَغْسِلُ بِهِ وَجْهَهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِشِمَالِهِ مَا يَغْسِلُ بِهِ كَفَّهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ بِيَمِينِهِ مَا يَغْسِلُ بِهِ كَفَّهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ بِشِمَالِهِ مَا يَغْسِلُ بِهِ مِرْفَقَهُ الْأَيْمَنَ، ثُمَّ بِيَمِينِهِ مَا يَغْسِلُ بِهِ مَرْفِقَهُ الْأَيْسَرَ وَلَا يَغْسِلُ مَا بَيْنَ الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ الْيُسْرَى، ثُمَّ رُكْبَتَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ الْيُسْرَى عَلَى الصِّفَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَغْسل دَاخِلَةَ إِزَارِهِ -وهو الطرف من ثوبه الذي يلي حقوه (خصره) الأيمن- وذلك بغمسه في القدح، وَإِذَا اسْتَكْمَلَ هَذِهِ؛ صَبَّهُ مِنْ خَلْفِهِ عَلَى رَأْسِهِ [فجأة أو بغتة] صبة واحدة يجري على جسده، ثم يكفأ (يقلب) القدح وراء المصاب على الأرض. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: (وقد جربنا أن غسل الوجه والمضمضة وغسل اليدين وحده يكفي في إزالة العين؛ إذا اتُّهم إنسان بعين ولو لم يغتسل). وإِنَّمَا يُسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْن إِذَا لَمْ يُعْرَف الْعَائِن أو تعذر اغساله للمصاب. وقيل أنه: يمكن أن يؤخذ الأثر من أي شيء مسه العائن من ريق أو عرق؛ لأن المقصود هو رائحة العائن لكي تطرد شيطانه المتسلط على المَعين بإذن الله، فيؤخذ مثلاً: بقايا أكله أوشربه أو ما مسه جسده من المباحات .. كمسح مقبض الباب ولو لمرة واحدة فإنها نافعة بإذن الله كما هو بالتجربة، ولا يكرر أخذ الأثر. (٣) وفي الحديث: (أَكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي - بَعْدَ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ - بِالْعَيْنِ). قيل إنما صار هكذا لأن هذه الأمة أُيدت باليقين وفضلت به، وطريقهم إلى الله تعالى واسعة، فطولبوا بما فضلوا أن ينسبوا كل شيء يستحسنونه إلى خالقه ويبركوا، فيقولوا: تبارك الله، فإذا تركوا ذلك إعجاباً بذلك الشيء تهافت ذلك الشيء وذهب حسنه وهلك. ويذكر بعض مختصي الرقية أنه قد يكون للعين أعراضٌ جسمية عادة ما تظهر تلك قبل القراءة أو أثناء الرقية الشرعية، ومنها: صفار الوجه وشحوبة، وشعور المصاب بضيقة شديدة في منطقة الصدر. أو صداع متنقل، مع الشعور بزيادة الصداع أثناء الرقية الشرعية. أو الشعور بالحرارة الشديدة. أو تصبب العرق، خاصة في منطقة الظهر، ويتبع ذلك عادة قوة العين، أو ألم شديد في الأطراف. أو التثاؤب المستمر بشكل غير طبيعي وملفت للنظر. وكذلك البكاء أو تساقط الدموع دون سبب واضح. وقد تظهر أعراض التثاؤب المستمر وتساقط الدموع لدى بعض المعالِجين أو غيرهم نتيجة الرقية إن كانت الحالة المعالَجة مصابة بالعين والحسد، وأكثر ما يظهر ذلك مع بعض النساء المعالجات. وكذلك ارتجاف الأطراف وتحركها حركات لا إرادية وذلك بحسب قوة العين وشدتها، أو خفقان القلب، أو توتر العضلات، أو الشعور بالخمول بشكل عام وعدم القدرة على القيام بالعمل، أو الشعور ببرودة في الأطراف أحياناً، أو ظهور كدمات مائلة إلى الزرقة أو الخضرة دون تحديد أسباب طبية. وقد تؤثر العين من الناحية الاجتماعية على المصاب من خلال علاقاته بالآخرين، ومن بعض تلك المظاهر: فقدان التجارة والمال، أو الكُره والبغض من الأهل والأصدقاء والمعارف، أو فقدان المنصب والوظيفة والعمل. (٤) َوعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِي جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: (اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ). أَيْ: أُصِيبَتْ بِالْعَيْنِ. ويجب في الرقية: إخلاص النية من الراقي والمرقي، وأن يعتقد كل منهما أن الشفاء من عند الله، وأن الرقية بكلام الله سبب من الأسباب النافعة وأنها لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى. ومن شروط الرقية أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو بما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من التعوذات، وأن تكون بلسان عربي مبين، أو بما يُعرف معناه، وأن لا تكون بهيئة محرمة أو بدعية كأن تكون في الخلاء مثلاً أو في مقبرة. ويستحسن فيها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والتسمية وحمد الله والثناء عليه بتوحيده وتمجيده، والصلاة والسلام على رسول الله، ودعاء الراقي لنفسه وللمريض بأسماء الله وصفاته، وباسمه الأعظم. ووضع يد المعالِج على المكان الذي يألم منه المريض أو على رأسه، وبعد الانتهاء من الرقية الشرعية من الكتاب والسنة، يجمع المعالِج كفيه وينفث أو يتفل بهما ويمسح وجه المريض وما يلي جسده، وأما بالنسبة للنساء فبإمكان المعالِج النفث أو التفل في كفي محرمها، بحيث يقوم المحرم بمسح وجهها وما يلي جسدها. ويتجنب سؤال المريض أو أمره بتخيل صورة من أصابه بعين أو سحر أو نحو ذلك، حيث قد يحصل ذلك من عمل الشيطان وتلبيسه. ويمكن النفث في الماء والزيت ونحوه، ولا مانع من قراءة أكثر من قارئ ونفثهم في نفس الإناء أو القارورة. ويمكن أن تكون الرقية بدون نفث، ويمكن أن تكون بذكر الله مع خلط الريق بالتراب. ولا شك أن رقية المصاب لنفسه أفضل إن كان يمكنه. وفي الحديث: "بِسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا". والمعنى: إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح؛ فيأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب، فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح، والله أعلم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ويجوز أن يُكتب للمصاب وغيره من المرضى شيئاً من كتاب الله وذكره بالمداد المباح، ويغسل ويسقى، كما نص على ذلك أحمد وغيره". ولا يتبخر بالشب والأعشاب أو الأوراق وغيرها من إصابة العين لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاج العين، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء، وإنما يُعَالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة. وجاء في العلوم الحديثة أن الريق والظفر والشعر ترسل ذبذبة خاصة من جسم صاحبها حتى ولو انفصلت عنه وهو مايعرف بعلم "راديونيك" ويتفرع منه الموجة الذاتية، وهو علم يُستخدم في التشخيص والعلاج الطبي، وله مدارس متعددة في كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأمريكا، وثبت أن لكل إنسان موجه "ذبذبة" خاصة لاتشبه أي إنسان آخر كالبصمة تماماً في تميزها، وكل ماينفصل عن الإنسان من شعر أو ظفر أو ريق أو عَرَق أو دم يحمل معه هذه الموجة الخاصة! ولا يبطل هذه الموجة إلا إتلاف هذه الأشياء المنفصلة أو دفنها، وهذا مايفعله عامة الناس وهو حسن وإن لم يرد به نص لأنه من إكرام الإنسان وأيضاً يقطع تلك الذبذبة حتى لايستفيد منها السحرة. (٥) جاء فيما يخص تلبس شيطان الجن بالإنس عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ "، قَالَ: فَبَرَأَ، فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "خُذْ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ، وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ". وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الطَّائِفِ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: " ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَا جَاءَ بِكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، قَالَ: "ذَاكَ الشَّيْطَانُ، ادْنُهْ"، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ: "اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ"، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "الْحَقْ بِعَمَلِكَ". قَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ. وفي رواية: فَمَا نَسِيتُ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدُ أَحْبَبْتُ أَنْ أَذْكُرَهُ. (٦) كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذُ بِهَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ. ويُشرع لمن وقع بصره على شيء يعجبه من نفسه أو أهله أو غيره أن يذكر الله تعالى فيقول: "تبارك الله" أو "اللهم بارك عليه" أو "اللهم بارك له" أو "تبارك الله أحسن الخالقين" وكذلك قول: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله". والأصل أن الإنسان إذا أصيب بمرض فإن السبيل التي دعت إليه الشريعة هي الرجوع إلى أهل الطب، فإذا لم يجد العلاج الطبي فإن من المحتمل أن يكون سبب الإصابة أو المرض غير عضوي. والأفضل في جميع الأحوال الجمع بين العلاج المادي والعلاج الروحي بالقرآن والأدعية والأذكار والرقية وتقوية نفس المصاب للتغلب على ما يتسلط عليه من مؤثرات مادية أو روحية. (٧) أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُوعَكُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ. وفي رواية: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى رَقَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ. (٨) كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا، أخذ بهما وترك ما سواهما. وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنْ الْعَقْرَبِ، وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى، فَقَالَ لَهُمْ: " اعْرِضُوا عَلَيَّ "، فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: " لَا بَأسَ بِهَذِهِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ". ولَدَغَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقْرَبٌ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "لَعَنَ اللهُ الْعَقْرَبَ، مَا تَدَعُ نَبِيًّا وَلَا غَيْرَهُ إِلَّا لَدَغَتْهُمْ، اقْتُلُوهَا فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ". ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا وَيَقْرَأُ بِـ {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي». فيسن للمسلم أن يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث على يديه، ثم يمسح بهما وجهه وجسده.