(٢) الأطم: هو القصر والحصن، وجمعه آطام. (٣) قرن الشيطان وقرناه: أمته والمتبعون لرأيه، وانتشاره وتسليطه. وقيل: يحتمل أن يريد بالقرن: قوة الشيطان، وما يستعين به على الإضلال، وكان أهل المشرق يومئذ أهل كفر، فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الفتنة تكون من تلك الناحية، فكان كما أخبر، وأول الفتن كان من قبل المشرق، فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع، نشأت من تلك الجهة حيث حدثت وقعة صفين، ثم ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق، وما ورائها من المشرق، وكانت الفتنة الكبرى التي كانت مفتاح فساد ذات البين: قتل عثمان - رضي الله عنه -. وبعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية، ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد (نجد) المعروفة اليوم بهذا الاسم، وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث، وإنما هي (العراق) كما دل عليه أكثر طرق الحديث، وبذلك قال العلماء قديماً، كالإمام الخطابي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهم. وقد جهلوا أيضا أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة، لا يستلزم أنه هو مذموم أيضاً، إذا كان صالحاً في نفسه، والعكس بالعكس، فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر، وفي العراق من عالم وصالح، وما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام: " أما بعد، فإن الأرض لا تقدس أحداً، وإنما يقدس الإنسان عمله ". (٤) كانت فتنة خروج الأسود العنسي وادعائه النبوة قبل حجة الوداع في العام العاشر، ودامت أربعة أشهر، وكانت أول ردة في الإسلام، وقد أثار الأسود موضوع أخذ الزكاة من اليمن، وتمكن المسلمون من قتله في قصره، وإعلان العودة إلى الاسلام. (٥) وقد قال عليه الصلاة والسلام لمسيلمة: (لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت، ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت). والصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بايعوا أبا بكر الصديق على الخلافة عبر مجلس شورى من كبار الصحابة في سقيفة بني ساعدة. وظهرت ردة مسيلمة الكذاب وقبائل عديدة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وامتنعت بعض القبائل عن دفع الزكاة، فأوضح الصديق للصحابة رضوان الله عليهم بقوله: "والله لأقاتلنَّ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً- أي معزةً- كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها". ووافقه الصحابة، واعتمد أبو بكر رضي الله عنه على أهل المدينة ومكة والطائف وما حولها من قبائل في تجهيز الجيوش للقضاء على المرتدين. ونصره الله عليهم وعادت تلك القبائل إلى الإسلام. وترجع عوامل الردة إلى عدم تغلغل الإيمان في القلوب لتأخر اسلامهم وبسبب قصر الزمن الذي تم فيه تبلغ الدعوة، وطبيعة الأعراب المتسمة بالجفاء مع ضعف المستوى الثقافي مما جر إلى ضعف فقه تعاليم الدين وخاصة بالنسبة للزكاة التي اعتبرها البعض ضريبة مهينة، واستثقلوا الصلاة والعبادات الأخرى، كما أن العصبية القبلية لا زالت عميقة في تلك البلاد النائية ووسط نجد حيث ترى القبائل أنها أضخم عددا وعُددا من قريش وبالتالي فهي أولى بالزعامة، وعلى الأقل لم تكن ترضى بالخضوع لحكم قريش. ولم يشرك الصديق رضي الله عنه أحداً من المرتدين في الفتوح الإسلامية في خلافته، بل جردهم من السلاح لأنه لم يأمنهم لحداثة عهدهم بالردة، وعقوبةً لهم بإظهار الاستغناء عنهم، ثم لأنه لم يشأ أن يكونوا طلائع الفتح الاسلامي فلا يقدمون لسكان المناطق المفتوحة المثال الصالح للجندي المسلم. وقد تم جمع القرآن في صحف بعد استشهاد كثير من قراء الصحابة في اليمامة. (٦) وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه تمت فتوح في العراق والمشرق وأجزاء من الشام أشهرها بقيادة خالد بن الوليد الذي لم يهزم في أي معركة، ولعل ذلك من الإعجاز النبوي في وصفه سيفاً من سيوف الله. (٧) الظعينة: المرأة المسافرة في الهودج على ظهر البعير، و الظعينة في الأصل: اسم للهودج.