ولوط هو ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، فالْخَلِيلِ فَإِبْرَاهِيمُ وَهَارَانُ وَنَاحُورُ إِخْوَةٌ. ولوطُ هو ابْنُ هَارَانَ بْنِ (تَارَحَ -وَهُوَ آزَر-).
وَكَانَ لُوطٌ قَدْ نَزَحَ عَنْ مَحَلَّةِ عَمِّهِ الْخَلِيلِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِأَمْرِهِ لَهُ وَإِذْنِهِ، فَنَزَلَ بِمَدِينَةِ سَدُومَ مِنْ أَرْضِ غَوْرِ زُغَرَ، وَكَانَتْ أُمَّ تِلْكَ الْمَحَلَّةِ وَلَهَا أَرْضٌ وَمُعْمَلَاتٌ وَقُرًى مُضَافَةٌ إِلَيْهَا، وَلَهَا أَهْلٌ مِنْ أَفْجَرِ النَّاسِ. فبعث في تلك القرى بالأردن، فدعاهم إلى توحيد الله وطاعته والإخلاص له وشكر نعمه. وأنكر عليهم فعل الفاحشة بالذكور لقضاء الشهوة بهم دون النساء اللائي خُلِقن لقضائها، وأنها فعلة شنيعة لم يسبقهم إلى ارتكابها أحد! وأنهم متجاوزون لحدود الله بخروجهم عن الفطرة الكريمة. فأصروا على كفرهم وعصيانهم وفاحشتهم، وقالوا معرضين عن الحق: أخرجوا لوطًا وأهله من قريتكم؛ إنهم أناس يتَنَزَّهون عن عملنا هذا، فلا يليق بنا أن يبقوا بين ظهرانينا.